شركة "إنفيديا" تتجه نحو المغرب بعد إطلاق مصنعها للذكاء الاصطناعي في جنوب إفريقيا

 شركة "إنفيديا" تتجه نحو المغرب بعد إطلاق مصنعها للذكاء الاصطناعي في جنوب إفريقيا
آخر ساعة
الأثنين 1 ديسمبر 2025 - 12:04

حددت شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة إنفيديا المغرب كأحد الأسواق ذات الأولوية في خطط توسعها داخل القارة الإفريقية، وذلك عقب دخولها الرسمي إلى جنوب إفريقيا في يونيو الماضي، في خطوة تعكس الأهمية المتصاعدة لإفريقيا في مشهد البنى التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير متخصصة، أرسلت الشركة وفدًا رفيعًا إلى الرباط لعقد اجتماعات مع فاعلين اقتصاديين رئيسيين، في مؤشر واضح على اهتمامها المتزايد بسوق شمال إفريقيا.

ويأتي هذا التوجه في ظل سعي دول القارة إلى عدم تفويت التحول التكنولوجي الجديد، بعد ضياع فرص سابقة خلال موجات التصنيع العالمية.

وقد دشّنت إنفيديا توسعها الإفريقي من خلال شراكة مع مجموعة Cassava Technologies، الهادفة إلى إنشاء أول مصنع للذكاء الاصطناعي في القارة بجنوب إفريقيا، حيث تعد Cassava، التي تنشط في 26 دولة وتخدم آلاف العملاء، شريكًا إقليميًا محوريًا للشركة الأميركية.

وأكد إعلان رسمي أن "خطط التوسع تشمل مراكز بيانات إضافية في مصر وكينيا والمغرب ونيجيريا".

وستعتمد هذه المراكز على شبكة ألياف بصرية عالية السرعة ومنخفضة الكمون، إلى جانب بنية تحتية مستدامة لمراكز البيانات، لتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي عبر القارة.

ويرى خبراء في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي أن المغرب يمتلك عدة مزايا استراتيجية تجعل منه وجهة جذابة لإنفيديا، من بينها موقعه القريب من أوروبا، والإطار الجبائي الملائم لشركات التكنولوجيا، وطموحه المتواصل للتحول إلى مركز رقمي إقليمي.

ويؤكد هؤلاء الخبراء، وفق ذات التقارير سالفة الذكر، أن التحركات الأخيرة تعكس بوضوح أن إفريقيا أصبحت فضاءً حقيقيًا للفرص في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن المغرب، عبر تبني استراتيجية وطنية متقدمة، يسعى لتعزيز موقعه داخل المنظومة الرقمية القارية.

كما يشدد متخصصون في قطاع تكنولوجيا المعلومات على أن التحول إلى مركز تكنولوجي يتطلب أكثر من مجرد استقطاب الشركات، بل يستوجب بناء منظومة متكاملة قادرة على جذب الفاعلين العالميين وربطهم بالدينامية الإفريقية.

ويشير خبراء آخرون إلى أن الاستفادة المثلى من هذا النوع من الاستثمارات تتوقف على تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، وتحسين البنية التحتية الرقمية، وتعزيز قدرات الحوسبة السحابية، إلى جانب اعتماد إطار تنظيمي مشجع يدعم الابتكار والاستثمار في التقنيات المتقدمة.